الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة رسالة مفتوحة من المسرحي نور الدين العاتي إلى وزيرة الثقافة

نشر في  14 جويلية 2015  (11:58)

وجّه المسرحي نور الدين العاتي رسالة مفتوحة إلى وزيرة الثقافة أعرب فيها عن استغرابه من قرار إيقاف لجنة إسناد منح المساندة على الإنتاج أوالتسيير أو التجهيز معتبرا إياه قرارا مسقطا واعتباطيا غير مستند إلى مبررات فنيّة ولا موضوعية تقنع أهل القطاع.

كما دعاها إلى الإطلاع عن التصريحات "العشوائية" التي أدلاها المسؤول الجديد المكلف بالمسرح والسينما في وزارة الثقافة والتي شكك فيها عن مصداقيته وجديّته كعضو لجنة إسناد منح المساعدة على الإنتاج أو التسيير أو التجهيز وفق تعبيره.

وهذا ما جاء في نص الرسالة: 

 تحية ثقافية٬

لم أكن أنوي أن أوجّه لحضرتكم مثل هذه الرسالة عبر وسائل الإعلام٬ لكنّي وجدت نفسي مضطرّا لذلك لثلاثة آعتبارات أساسيّة.

أوّلا أنّي آنتظرت جوابكم على الرّسالة التي وجهها لكم مسرح نجمة الشمال تحت عدد 026/15 بتاريخ 26 ماي 2015 بخصوص الإنتهاك الصارخ للقانون وخاصة الأمر عدد 396 لسنة 1989المؤرخ في 15 مارس 1989 المتعلق بإسناد منح المساعدة على الإنتاج المسرحي المحترف وإلى الآن لم أتلق ردا رسميّا.

وثانيا٬ انسجاما مع مواقفي ومسيرتي المسرحية والثقافية طيلة 52 سنة التي انطلقت مع الكاتب المسرحي الحبيب بولعراس٬ حتّى لا أتّهم يوما ما بالصمت أو التواطئ أمام ما يهدّد المستقبل الثقافي الإبداعي بتونس.

وثالثا٬ على آعتبار ما صدر من «المسؤول» الذي آخترتموه ليكون مكلفا بمهمّة بوزارتكم للمسرح والسينما٬ من تشكيك في مصداقيتي ونزاهتي وخبرتي وجديّتي كعضو لجنة إسناد منح المساعدة على الإنتاج أو التسيير أو التجهيز٬ خاصة أن قرار إيقاف اللّجنة لم يستند إلى تبريرات لا فنيّة ولا موضوعيّة لإقناع أهل قطاع المسرح بتونس بالقرار المسقط والإعتباطي والذي نسف أكثر من نصف عمل اللجنة طيلة شهرين حيث تمّت دراسة 46 ملفّا مسرحيّا من جملة 83 ملفّا (كهولا وأطفالا).

الوزيرة المحترمة٬

أنا٬ نور الدين العاتي٬ المتحصّل على شهادة تقني عالي (الأول في دفعته) من المدرسة الوطنية العليا لفنون وتقنيات المسرح بباريس فرنسا٬ وعلى شهادة في الإخراج المسرحي من المدرسة الوطنية العليا للفن المسرحي بالمسرح الوطني بسترازبورغ فرنسا٬ وعلى شهادة مكلف بإنتاج على الصعيد الأوروبي من أكاديمية باريس فرنسا٬ عملت كمسؤول عن التكوين التقني وأستاذ توضيب وهندسة مسرحية بالمدرسة الوطنية العليا للفن المسرحي بسترازبورغ فرنسا٬ وكعضو في المجموعة الفنية وعضو في هيئة الإدارة للمسرح الوطني بسترازبورغ فرنسا٬ وكمكلف بمهمة في المسرح الوطني البلجيكي٬ لست معنيّا بالثرثرة الإعلامية حول القدوم المفاجئ للثورة الثقافية بقدرة مسؤولكم منذ تنصيبكم له٬ لأني مارست وآمنت بالثورة الثقافية منذ ماي 68 بباريس التي لم أكن متفرّجا فيها أومنبهرا بها بل كنت فاعلا في مسارها التحرّري ومسرح نجمة الشمال من ناحية هندسته ومشروعه الفنّي مواصلة لذلك.

ولست أيضا معنيّا بالسقوط في مواجهة طفوليّة أنا في غنى عنها لآنشغالي بالإنتاج المسرحي الإبداعي والمساهمة من موقعي في الدفع بثقافة الإبداع نحو آفاق أرحب.

وفي هذا الإطار بالذّات وحرصا على الشفافيّة المنشودة حتى لا ننزلق في الإتّهامات المجّانية يهمّني٬ سيدتي الوزيرة٬ أن تقنع وزارتكم الرأي العام الوطني٬ قبل شخص نور الدين العاتي٬ بوجاهة قراركم والأسباب الموضوعيّة لم اتّخذتموه من قرار حلّ اللّجنة.

كما يهمّني أن توضّح لنا السيّدة الوزيرة طبيعة عمل المكلّف بمهمّة بوزارة الثقافة للمسرح والسنما. وللعلم لست هنا معنيّا بمعايير اختياركم وإنّما٬ وككل مسرحي غيور على الثقافة الوطنيّة٬ تهمّني طبيعة عمل مسؤولكم. أهو فتح المشاكل الحقيقية للقطاع من تكوين وإنتاج وترويج وتجهيز وبرمجة وإعلام وتمويل٬ أم مهمّته زرع الفتنة والشقاق والتهجّم على الفاعلين بالقطاع المسرحي في وسائل الإعلام تكريسا لقراءة سطحيّة وبسيطة حول تواصل الأجيال ومدّ الجسور بين المبدعين عوضا على العمل على إرساء مشروع ثقافي تنويري تحرّري على أسس صحيحة ينسجم مع روح الجمهوريّة الثانية.

سيدتي الوزيرة٬ قبل إن أختم رسالتي هذه٬ أدعوكم بكل لطف للإطلاع على مراسلتي المتعلّقة بآنتهاك القانون٬ ويمكنكم أيضا الإطلاع على التصريحات العشوائيّة من قبل مسؤولكم من خلال الصحف.

ولايسعني مرّة أخرى إلا أن أعلمكم أنّي٬ أنا نور الدين العاتي٬ أنام مرتاح البال والضمير.